Sunday, April 4, 2010

القاهرة 80


* قصة قصيرة أو طويلة , مش فارق *


بسم الله الرحمن الرحيم , هذا اخر ما كتب الفقير الى الله فى اخر عهده بالدنيا وأول عهده بالاخرة وقد أفناه الوباء وأنحل جسده الرغبة والرهبة والرجاء , رغبة فى اللقاء ورهبة من سلف الشقاء ورجاءً أن تتنزل عليه رحمات السماء , فمن يرحمه ان لم يرحمه ناصر الضعفاء ربه ورب كل شىء ...حتى الوباء.
وباء ضرب قاهرة المعز والتى كانت حتى وقت قريب عاصمةً لمصر فلم يبق من ملايين سكانها الا 80 الف مكلوم فقدوا الأهل والأخلاء ولا يملكون الا الانتظار , فعالم الأحياء يلفظهم وعالم الأموات يرفضهم وإن سمعوا قرع طبوله وأصوات أرواحه تتهامس فيما بينها : " طوبى لنا ولمن لم يدرك هذا الزمان " .
دخل الوباء القاهرة عبر بوابات مطارها وقد كان دخلها سلفاً عبر ثقوب ضمائر بعض المسئولين عنها والكثير من أهلها الذين فسدوا فأفسدوها ثم هلكوا فأهلكوها فانتشر الوباء فى كامل أرجاء القاهرة خلال بضعة أيام فى غفلة من الحاكم والمحكومين تخللتها القيام بأغلاق المدارس والجامعات والأسواق والمواخير ولكن هيهات , أستمر الوباء يبنى مدينته على أطلال المدينة التى كانت وكانت وكانت , والمعز يتقلب فى قبره متمنياً لو أنه وأد مدينته فور ولادتها, وهو يلعن أهلها الذين ضلوا فأضل الله القائمين عليهم وشتت عليهم أمرهم ومزقهم كل ممزق .
ولما لم تفلح كافة الجهود المحلية المدعومة دولياً فى احتواء الوباء تم نقل المسئولين وكل ما ومن هو هام بالطائرات إلى خارج القاهرة ثم قام الجيش بحصارها... أجل , حاصرها جيشها وهى التى لطالما قهرت جيوشاً وزلزلت عروشاً , فغدا من الصعب ثم من المستحيل دخول أو خروج اى شئ أو أى شخص , فشح الغذاء فيها وصار سكانها ينتظرون ما تسقطه أو تمن به عليهم طائرات المساعدات بين الفينة والأخرى ثم تبدأ بعد ذلك حرب ضروس على هذة المساعدات تكون الغلبة فيها للأقوى والدموع والجوع للأضعف , حتى أكل الناس الكلاب وأوراق الشجر وفى بعض الأحيان...أكلوا بعضهم .
قاتل الله الحصار فما من وسيلة للأتصال بما هو حولنا , وما أحسب الذى حولنا يريد الأتصال بنا , بل ينتظر حتى يفنى من بقى منا - وهم قليل – حتى يدك القاهرة بقنابل حرارية وكيماوية تقضى على الوباء وتقضى معه على أطلال وذكريات من عاشوا فيها ثم يأتى ليبنيها من جديد , فيا أيها القادم أعلم أن الله أستبدلكم بنا لغاية , فقد تولينا وحق على الله أن يستبدل قوماً غيرنا ولا أرجو أن تكونوا أمثالنا , وتلك الحقيقة أنبئكموها وأنا على حال يصدق فيها الكاذب ويبر فيها الفاجر , فلن يخبركم بها أحداً من بنى الأنس , فمن عاش تلك الحقيقة هم أهل القاهرة وقد ماتوا فيها , ومن حاصرها ثم عاد ليحكمها بما حكم فيها من قبل فليعينكم الله عليه , وأعملوا لدنياكم كما لاخرتكم عسى أن يكون بينكم مهدى أو ينزل فيكم أبن مريم , وما هو بنازل على قوم فاسقين , وأعتبروا بنا إن لم تكن لكم عبرة فى الأولين , وإنا لله وإنا إليه راجعون .

القاهرة

مارس 2080

3 comments:

Anonymous said...

ما شاء الله قصة رائعة جداً
وأحداثها مرشحة بقوة لأن تصبح واقع قريب أو بعيد

Unknown said...

I love it!!! again the description is great!! would love to see what the next ones will do to cairo! =) Obviously there wont be much difference since the governers are still the same !
Great job!

Nosair VII said...

thank you a lot for your comment Basma =) why don't you write a new story and tell us more about Cairo ? :) u r talented

blogger templates 3 columns | Make Money Online